تطور النسيج الجمعوي بالمغرب
مدخل عام:
n يعرف
العمل الجمعوي اليوم صحوة كبيرة في أغلب بلدان العالم بشكل أصبح معه علماء
الاقتصاد والاجتماع يعتبرونه النسق الثالث داخل المجتمعات لما يقوم به من مهام
تنموية اقتصادية وإنسانية، أصبح ينافس الأحزاب السياسية في مشاريعها ويشترك مع
الدولة أو يتحمل جزءا من أعبائها في مشاريع شتى.
n في
المغرب عرفت الحركة الجمعوية تطورا ملموسا في العقدين الأخيرين، يترجم ذلك تكاثر الجمعيات
وازدياد الحاجة للتجمع والتفكير الجماعي بغية حل مشاكل بشكل تشاركي تفاعلي بين
كافة الأطراف التي تمسها هذه المشاكل. هذا التكاثر والتنوع في النسيج الجمعوي أدى إلى تطوير تجربة الاشتغال وتنوع الخدمات المقدمة، حيث
بدأت تظهر خدمات جديدة موجهة بشكل مباشر نحو المواطنين ومرتبطة أساسا بقيم
الديمقراطية والمواطنة وتسعى إلى محاربة الفقر والأمية في أفق تنمية مستديمة.
1- مراحل تطور العمل الجمعوي بالمغرب:
1-1
مرحلة عهد الحماية:
اقتصر الفعل الجمعوي على المنظمات الشبابية التي انخرطت في معركة تحرير الأرض
والإنسان واهتمت بالدفاع عن الحقوق الاساسية:
المحافظة على الهوية الوطنية
صيانة سيادة الأمة
¡ تحقيق الاستقلال
1-2 غداة الاستقلال:
n تأسيس هياكل فعالة وحديثة من شأنها ان تضمن مشاركة الشباب في تحقيق مقاصد تنمية البلاد.
n ميلاد أهم منظمات الشباب الوطنية: (الجمعية المغربية لتربية
الشباب، حركة الطفولة الشعبية، جمعية التربية والتخييم...)
n التركيز على مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد:
¡
مشروع التشجير
¡
تشييد المدارس في القرى
¡ إنجاز مشروع طريق الوحدة...
1-2
خلال السبعينات:
n مؤاخذة السلطات العمومية على الجمعيات ارتباطها بالأحزاب:
¡
توتر العلاقة بين الطرفين
¡
تهميش الجمعيات دور الجمعيات في التنمية
الاقتصادية والاجتماعية:
ü
انفراد الدولة آليات ووسائل التنمية،
والاضطلاع بتلبية حاجيات المواطنين في مجالات: التشغيل، الصحة، التعليم، البنيات
التحتية...
nما هي مؤهلات الدولة للقيام
بهذا الدور؟
v الرخاء الاقتصادي والمالي والمرتبط بعاملين أساسيين:
¡
ارتفاع أسعار الفوسفاط في السوق الدولية
¡
سهولة الحصول على التمويل الدولي
( القروض )
nما هي انعكاسات هذه
الوضعية؟
v اقتصر العمل الجمعوي
على الاهتمام بمجالات محددة:
¡
التنشيط الثقافي و الفني: جمعيات ثقافية، مسرحية، أندية سينمائية،
جمعيات رياضية...
¡
العمل الخيري والإحساني...
1-4خلال الثمانينات:
n تغيرت أوضاع المغرب على مستويين أساسيين:
¡ الأزمة الاقتصادية والمالية
¡ النمو الديموغرافي
السريع
n عجز الدولة عن الانفراد بالاضطلاع بمهامها في مجالات: التشغيل،
الصحة، التعليم،البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية
nازدياد الحاجة إلى شريك يساعد على حمل عبئ التنمية:
¡ ضعف النسيج الجمعوي على مستوى الإمكانات، التكوين والتأطير.
¡ انعدام الثقة بين الطرفين.
n إنشاء
جمعيات شبه رسمية تمولها الدولة بطرق مختلفة:
¡ ضعف المردودية
¡
عدم
النجاح في اختراق النسيج المجتمعي.
1-5
[b]نهاية
الثمانينات وبداية التسعينات:
n ظهور موجة جديدة من الجمعيات إما بمبادرة فعاليات وطنية، أو
بدعم دولي أحيانا مثل: الهجرة والتنمية، أدرار إملشيل، زاكورة،
أمانة، إنماء...
¡ الإهتمام بالعالم القروي على مستوى:
الصحة، محاربة الأمية، التكوين، البنيات التحتية...
¡ الإهتمام بالوسط الحضري على مستوى تشجيع
التشغيل الذاتي، منح القروض الصغرى ...
2-خصائص ومميزات الوضع الجمعوي الراهن
ما هي مميزات الوضع الجمعوي الراهن؟
إن
ما يمكن استخلاصه من النسيج الجمعوي
المغربي في وضعه الراهن أن هنالك تكتلات جمعوية متباينة شكلا ومضمونا يمكن تبويبها إلى:
¡ من يعنى بقضايا المواطنة والديمقراطية وحقوق الإنسان: كمنتدى الحقيقة والإنصاف، والمرصد الوطني للسجون...
¡ من هو منخرط في الحقل التنموي يحاول تأطير المقاولة الصغرى: زاكورة،
إنماء، الأمانة...
¡ من هو مرتبط بالمرأة والطفل: العصبة المغربية لحقوق المرأة،
المنظمة المغربية لحقوق المرأة / جمعية
بيتي، الجمعية المغربية لقرى الأطفال sos
3-آفاق وشروط تطوير العمل الجمعوي
تتوفر الساحة الجمعوية الوطنية على ما يناهز
4000 جمعية، لكن
تمدين وتأطير المجتمع لا يزال على رأس قائمة مطالب الحركة الجمعوية، ومن مهامها ذات الاولوية:
ضرورة
إعادة النظر في الذات، وتحديث آليات العمل الجمعوي:
1- دمقرطة
التسيير الجمعوي، ومرونة التسيير الإداري: باعتماد مبادئ المسؤولية،
الانفتاح و الابتكار...
2- الانفتاح على الخبرات الجمعوية الأخرى وطنيا ودوليا، وتعزيز التواصل مع الجمعيات ذات الأهداف
المشتركة أو المتقاربة...
3- الإهتمام
بالتكوين النظري، وبتقنيات العمل الجمعوي
لدى الاطر الجمعوية وخاصة في مجال التواصل
4- وعي الجمعيات باستراتيجية العمل الجمعوي وذلك من خلال:
4-1 الوعي بالمنطلقات والتحديد الدقيق
للأهداف: من نحن؟ ماذا نريد؟ ما هي الوسائل؟
4-2 الإشتغال على برامج دقيقة، ومشاريع محددة تستجيب لحاجيات الساكنة
المرتبطة بالجمعية.
4-3 الاستعانة في إنجاز البرامج بكفاءات
علمية مختصة.
4-4 الانتقال من العمل التطوعي إلى
العمل الإحترافي المهني داخل الجمعيات.
4-5 تطوير الموارد المالية عن طريق:
إقامة شراكات مع مؤسسات اقتصادية منتجة
(مقاولات، أبناك...)
طرق باب المؤسسات الوطنية: وكالة
التنمية الاجتماعية – مندوبيات
التعاون الوطني...
الإهتمام بالتمويل الدولي:
في إطار العلاقات الثنائية للمغرب: (السفارات، والقنصليات...)
برامج الاتحاد الأوربي لدعم التنمية والتي تخصص تمويلا هاما.
¡ تطوير إمكانيات التمويل الذاتي عن طريق الإهتمام بالمشاريع المدرة للدخل وخصوصا في العالم القروي.