ميل لبادن باول يشترك معه في الخطوات الأولى لتأسيس الحركة
إبان الحصار الكبير لقلعة مافكنج في حرب البوير اضطر الضابط روبرت بادن باول وزميله الضابط كاوزرو نيوزيلندي للاستعانة بالأولاد لتنفيذ الخدمات الصغيرة وذلك لتوفير العدد المحدود من الجنود الذي كان تحت إمرتهما للقيام بأعمال الدفاع.و أدرك بادن باول وكاوزرو أن الأولاد لعبوا دورا هاما أثناء الحصار وان الروحية التي يتمتعون بها بتحملهم المسؤولية يمكن استغلالها وتوجيهها.لذلك بدا الاهتمام بتدريب الأولاد وتوجيههم للاستعانة بهم في الخدمات العسكرية.ومع أن هذين الضابطين الزميلين كانا يعملان معا في سبيل هدف واحد فان وجهات النظر لدى كل منهما لم تكن متوافقة تماما.وبعد سنتين من العمل المشترك عاد كاوزرو لبلاده وانفرد بادن باول بالعمل متابعا فكرة إعداد الأولاد للمسعدة بالخدمات العسكرية.غير انه بعد فترة من الوقت تحولت لديه هذه الفكرة الأولى ورأى أن ينزع عنها الصفة العسكرية.ليجعل من حركته مؤسسة تربوية اجتماعية.وهنا برزت عنده فكرة الكشفية التي تهدف إلى تنظيم إمكانيات الفتيان وصقلها وتوجيهها لما فيه صلاح الإنسان والعالم.وبعد فترة من التجربة كتب فكرته الجديدة ونشرها في كتاب اسماه المعين على الاستكشاف فتلقفه المربون والعلماء ووجدوا فيه انجح الطرق لتربية الفتيان.و ألح عليه أحد أصدقائه بان يعمل على تنقيح كتابه ولكنه قبل المضي بذلك رغب في أن يختبر بعض الفتيان ويطلع على تصوراتهم وميولهم ورغباتهم فاختار عشرين ولدا وبدا في تدريبهم بنفسه في معسكر كشفي في جزيرة برونسي وكان ذلك في الأسبوع الأول من شهر آب عام 1907 .وكان هذا الكتاب واحد من 32 كتابا وضعها بادن باول فيما بعد.وفي هذا العام بالذات منح مؤسس الحركة الكشفية لقب لورد تقديرا لخدماته التي قدمها للشبيبة البريطانية وليس لاعماله الحربية وبطولاته في جنوب أفريقية.وعاد بادن باول من افريقية عام 1900وهو برتبة جنرال في الجيش البريطاني وعمره وقتذاك 43 سنة وكان من الممكن أن يصبح فيلدمرشال بعد فترة قصيرة ولكنه اثر الاستقالة من الجيش ليكرس ما تبقى من العمر للحركة الكشفية التي احبها.