لماذا سميت المرشدات بهذا الاسم؟
الزهرات, السابقات يعرفن طبعا أن حركتي الكشافة والمرشدات قد بدأهما اللورد بادن باول, كانت الانطلاقة الأولى للحركة الكشفية للفتيان, ولكن الفتيات ما لبثن أن رغبن في الانضمام إلى عضوية هذا التجمع الجديد المثير, فشكلن فرقهن الخاصة وأطلقن على أنفسهن اسم " الكشافات " ولم يكن من اللائق أو المقبول في تلك الفترة, في بداية القرن العشرين, التي شهدت انطلاقة الحركة الكشفية, أن تقوم الفتيات (كونهن من الجنس اللطيف) بالنشاطات العنيفة المجهدة الخاصة بالفتيان ولقد أدرك روبرت بادن باول يثاقب حكمته وبصيرته, أن الفتيات إذا ما استمررن في تقليد الفتيان في كل ما يقومون به, فان ذلك من شأنه ليس فقط أن يزعج الفتيان أنفسهم, بل انه سيضايق الكبار أيضا الآباء وأمهات, وقد يؤدي إلى منع الفتيات كليا من الانتساب إلى فرق الكشافات الجديدة, وربما إلى الإساءة لسمعة الحركة الكشفية ككل, وكانت قد أخذت تنمو بسرعة وحماسة.
لذا قرر بادن باول إنشاء حركة خاصة بالفتيات, وادخل في هذه الحركة الكثير من النشاطات التي كان يقوم بها الفتيان, إلى جانب بعض المهارات النسوية التي كان يفترض أن تكون الفتيات على معرفة وثيقة بها, وبخاصة ماله علاقة بالشؤون المنزلية وتدبير أمور البيت.
ولقد سمى اللورد بادن باول هذه الحركة الجديدة " المرشدات " وفي ذهنه فئتان شهيرتان من المرشدين:
الفئة الأولى: ذلك التشكيل الشهير من الأدلاء في الهند المكون من رجال عرفوا بشدة المراس, وبالقدرة وسرعة الخاطر في معالجة الأوضاع الصعبة, إلى جانب تخليهم بالحذق والجراة, بقد كانوا قوة مدربة على النهوض بأي واجب ومستعدة لمعالجة أي أمر طارئ.
الفئة الثانية: وراء اسم المرشدات كانت فئة أدلاء الجبال في سويسرا وما حولها من المناطق الجبلية, وهم رجال باستطاعتهم إرشاد الناس عبر أصعب المناطق الجبلية وأكثرها خطورة بجرأة وبراعة, كما إنهم مستعدون دوما لإنقاذ من يجدون أنفسهم في مأزق أو شدة, فهم رجال يستمرثون الإثارة وهكذا, اختار روبرت بادن باول كلمة " المرشدة " لتعني الفتاة التي تملك مثل هذه المزايا النبيلة, إلى جانب المثابرة الدؤوبة والإدراك السليم والثقة بالنفس.
وتظل هذه المزايا عبر السنين طلبة " المرشدات " يحاولن اكتسابها بواسطة برامج مفيدة وممتعة من التدريب وخدمة الآخرين.
وفي بادئ الأمر لم تسد الفتيات اللواتي أطلقن على أنفسهن اسم " الكشافات " حماسة ملحوظة لتغيير الاسم, ولا حتى لتغيير مناهج النشاطات, فقد فضلن البقاء " الكشافات " وان يحتفظن بأسماء طلائع تنم عن القوة والبأس, وقد بدا للكثيرات منهن انه لمن المهانة أن يستبدلن بعضوية طليعة الأسد أو الكنغر عضوية طليعة شقائق النعمان أو السوسن, ولقد فضلن أعمال الفتوة على تلك النشاطات الملطفة التي اعتبرت مناسبة للفتيات ..لكنهن عندما أدركن موجبات تلك التغيرات, تغلبن على شعورهن بالامتعاض, وانخرطن بمزيد من الحماسة في حركة المرشدات التي أخذت تسير بخطى سريعة في طريق النمو والازدهار.